الأحد، 20 مارس 2016

عبد أحمدوالسالم الحوار الذي نحن بحاجة إليه.



صورة صفحة ‏عبد أحمدوالسالم‏ الشخصية
ملحوظة قبل الدخول في المقال
-لا ينتمي كاتب المقال ﻷي جهة سياسية أو إيديولوجية أو نقابية حتى.
لا يختلف اثنان على أهمية الحوار في حل المشاكل أو الحد منها،
وانطلاقا من هذه المسلمة العقلية نحن بحاجة إلى
حوار:-حسب رأينا- حقيقي شامل لا حوار سياسي على مصالح حزبية ضيقة ينظر بعين واحدة إلى كرسي القصر الرمادي، حوار ينطلق من الواقع المعيش الغني عن التشخيص على أن يكون شاملا كما أسلفنا وعندما نقول شاملا فالمقصود حوار مجتمعي مركز يشارك فيه كل الطيف الاجتماعي من حركات وفعاليات ونقابات ومجتمع مدني وأحزاب سياسية معارضة وموالية..
حوار بلا أسوار وبلا محذورات بلا مطالب مسبقة لا يلبي بالضرورة مطالب هذا الطرف أو ذاك وإنما يلبي نداء الوطن؛ يناقش كل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والتنموية.
حوار ينطلق من مداخل كبرى كالتعليم والصحة والحكامة السياسية واللامركزية الإدارية وغيرها
في مجال التعليم يشخص الحوار واقع التعليم ويطرح له حلولا جذرية تمكن من إيجاد منظومة ذات مخرجات قادرة على ولوج سوق العمل من جهة ومقاومة سلبيات العولمة الحارقة من جهة أخرى ويتضمن ذلك بالضرورة وجود لغة موحدة للتعليم مع الانفتاح على اللغات الاخرى.
وفي المجال الاقتصادى يؤسس..لاقتصاد قوى قادر على توفير فرص عمل وعيشا كريما لكل المواطنين وقادر أيضا على متصاص أو التفاعل الإيجابي على الأقل مع الأزمات الاقتصادية من خلال رؤية إستراتيجية وتخطيط محكم(اسغلال أمثل لثروات ) لكل الاحتمالات
إن الحوار الذي نحن بحاجة إليه ذلك الحوار الذي يرسم ملامح موريتانيا جديدة؛ يضع الخطوط العريضة لركائز الدولة؛ يعيد ترتيب الأولويات بعد الهزات اﻷخيرة في القيم وما يفترض أنها ثوابت ويضع مسافة بين الوطن الدولة ونقيضاتها الاجتماعية ويجعل الولاء للوطن فقط كما يعيد الاعتبار للثوابت ويحددها بعد أن أصبح كل شيئ عرضة للنقد والتمحيص
حوار يحقق تنمية حقيقة من خلال استغلال أمثل للثروات ولامركزية إدارية توصل المياه والكهرباء وكل الخدمات ﻷهل الريف، كما تنبثق عنه إصلاحات تمكن من وجود داعم ضروري للإستقرار إسمه العدالة؛ عدالة إجتماعية وضمان تكافئ الفرص في العمل والمسابقات والثروات والمنشآت
حوار يطرح قضايا الصحة ويناقشها ﻹيجاد منظومة صحية لتقديم الاستشفاء لكل المرضى ويضع حدا لفوضوية الولاء والممارسة في هذه المهنة الخطيرة كما يضع حدا لتزوير الأدوية..
حوار يحقق ما تصبو إليه المرأة والشباب وتتحق به أحلام الفقراء والمحرومين في توفير لهم الماء الصالح للشرب والزراعة والتنمية الحيوانية والقضاء أو الحد من الفقر وسوء التغذية.. كما يضع آليات واضحة وعملية لمكافحة الفساد والرشوة ويدرس عملية إصلاح إداري وسياسي تضمن حكامة سياسية مركزية ووجود مؤسسات جهوية تواكب مشاريع الدولة بكفاءة وأقل تكاليف.
وأخيرا حوار سياسي تشارك فيه كل الأحزاب لنقاش الجوانب السياسية من مشروع الوطن الطموح على أن تكون أرضية النقاش المشتركة المصلحة العامة ويقضى..على الحقد والتنافر والتشفي ﻷن ذلك يتطلب وجود كل أبناء الوطن وجود شراكة سياسية يطبعها التفاهم.
وبنتظار ذلك الحوار المنشود تقبلوا تحيات مواطن غيور..
حفظ الله موريتانيا.