السبت، 9 يناير 2016

Khaled Elvadhelأفكر في قتل أحدهم!



لكنني لا امتلك بندقية كلاشينكوف،طيلة حياتي كنت حمامة سلام،المعارك التي خضتها كانت قليلة،مرة تشاجرت مع بائعة "بلبستيك" فصفعتني بقوة على الخد الأيسر،حتى شعرت أن جرس الثامنة صباحا في مدرسة سعد بن أبي وقاص بمدينة لعيون يقرع في أذني،العالم بات مليئا بالدماء والحروب،و
عملية القتل الوحيدة التي سبق وأن ارتكبتها أنني ذبحت نعجة بريئة في عيد الأضحى،ربما الوقت لم يعد مناسبا للوقوع في الأحلام الوردية،بقدر ماهو مناسب لسفك الدماء،أفكر في قتل تلك الأفكار المسالمة التي تدور في رأسي منذ سنوات،أحيانا يكون التهور مفيدا جدا،لذلك ربما حان الوقت لقتل السلبية والتردد!
أفكر في قتل "خالد"،ذلك الشخص الممل والرزين،الذي ملأ عمري بالمثالية وبالحكم الجوفاء،لقد رأيته هذا المساء يجلس لوحده على حافة الوادي يتأمل الغروب ويقلب هاتفه الذكي ويفكر في كتابة تدوينة حالمة تعج بالكلمات الجميلة وحسب،لكنها بلا مغزى،فكرت بطعنه من الخلف ليستيقظ من السبات الرومانسي الذي ينام فيه مع الحياة،لكني اشفقت عليه في النهاية،عندما تذكرت أنه مكلف بمهمة في وزارة التعليم،وانه لم يتقاضى بعد علاوة الطبشور والبعد،رغم أنني لا أعرف الطريقة التي أصبح بها استاذا للرياضيات،إلا أن الأخيرة-الرياضيات-بدأت تقع في حبه كما يبدو،نصحني ذلك المعتوه عندما وضعت السكين على قناعاته لقتلها بالتريث،وقالي لي:
هل تتذكر وأنت صغير،لقد كنت تحلم بأن تصبح صاحب عربة وحمار لتتحصل على 20 أوقية كل ليلة،لتدخل بها "فيديو ملاي" لتشاهد فيلما هنديا سيئ الإخراج حيث ضربات البطل تتأخر بعدة ثواني عن صوت الضربة،كما يحدث الآن في "انجازات الحكومة"،تلك الأشياء اللامعة التي تراها معلقة الآن في رغابتك،قد تكتشف بعد التوغل في المستقبل أنها سطحية جدا،لذلك قد تكون المخاطرة من أجلها لعبا بالنار،أو لم تسمع بالمثل الشعبي الذي يقول "النص مع لهن زاكي"،صرخت في وجهه قائلا:لقد مللت من سماع هذا الكلام الانبطاحي والرجعي،وقذفت حجرا من الشتائم في عقله،وقلت له افعل ما يحلو لك،إن هي إلا سنوات وتجد نفسك كهلا تكبله قيود المسؤوليات الثقلية،ستندم على أنك لم تسلك معي طريق المجازفة والإنطلاق،لن اقتلك الآن رغم أنها الفرصة المناسبة،فلا شيء كنا لنخسره سوى وظيفتك في وزارة التعليم.عد للمنزل إذن وتصفح الأخبار الدموية التي يكتظ بها العالم،وحضر دروسك للأسبوع القادم،لكنك في قرارة نفسك لا تشعر بالرضا،مهما تظاهرت بأنك شخص مفيد ومؤثر،هناك شيء ما ينقصك،لكن ما دمت اخترت أن تبقى في سلك التعليم،ربما أنت بحاجة إلى بعض النفاق والأنانية والشر و"متن لوجه" لتعيش بسلام في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
هنا تامشكط،ويبدو أن المناخ قتل فصل الشتاء هذا العام،أنا الآن قبالة السماء،ربما هي دموع الأبرياء الساخنة التي تعج بها الأرض جعلت شتاء هذا العام دافئا........الساعة 21:19 مساء الجمعة 8 يناير،طابت أوقاتكم

ليست هناك تعليقات :