الخميس، 20 أغسطس 2015

أدي آدب نشيد الشاعر المهاجر

نشيد الشاعر المهاجر
تَباهتْ بَنَـــاتُ الشِّـعْر : أنِّـي سَمِــيـرُهـا
ولِي .. مِنْ قُلُوبِ العَاشِقِينَ .. كبـيـــرُها!
وَسِعْتُ.. جَمالَ الكوْن .. حُـبًّا ..عَزَفْــتُــه

نَشيدًا.. فرُوحِي فِي القوافي.. عَصيرُها!
تَأبَّطْتُ .. مِنْ أرْواحِ مِلــيــونِ شَــــاعِـــرٍ
أساطـيرَ.. أبْنــــــيها.. ولا أسْتَعِــــــيرُها!
أنا ابْنُ صَمـيم الضادِ.. مَمْلكـتي الــرُّؤى
بِبيْت القصيدِ.. البِدْعِ.. جَلَّ سَـــــريــرُها!
عَلَى صَهَواتِ الرِّيح.. أغْزُو مَدَى المَـدَى
طَواحِينَ.. في سَحْق الحياةِ .. نَعيرُهــا!
*****
فَهَلْ لِي .. إلَى شِنقِيطَ ..أوْبٌ.. يُريحُني
فَكَمْ شاقَنِي.. مِلْءَ الجِـنانِ .. سَعِـيرُها!
ومَهْما تُـــراودْنِـي .. سِـــواها .. تَبَـرُّجًا
فَلِي.. كَعْبَةٌ.. فِي رَمْلِهَا.. أسْتَجِـــيرُها!
زَوابِعُــهَا.. يعْصِفْنَ.. بَيْنَ جَــــــوَانِـــحِي
وَمجْرَى دِمائِي.. نَبْعُــــهَا .. وَغَــدِيـرُها!
هَـوَا رِئَـتِي.. أنْفــاسُـــها.. إنْ تَـنَهَّـدَتْ
غُبارَ السَّــوَافِـي.. أوْ تَفَــشَّى عَبـيرُها!
وفِي.. تَنْفخُ النَّــاياتُ.. شَجْـوَ رُعَـــاتِها
وَيأتِي.. مِن أعْمــاقِ الوُجُودِ.. نَفِــيرُها!
تُهَدْهِدُ.. نَبْضِي.. دَبْـدَبَاتُ طُبُــــــولِــها
وسَامِرُها المَشْهودُ.. جَـلَّ سَمِـــيـرُها!
يُعانِقُ.. عُمْقِي-فِي الثَّرَى-عُمْقَ نَخْلِها
وتَدْرِي ذُراها.. الشُّـمُّ .. أنِّي نَظِــيـرُها!
*****
يَطُوفُ.. مَعِـي الْآفَـاقَ.. رَكْبُ حَجِيجِهَا
مَناراتُها.. الغـــازي الدَّياجي.. مُنـيرُها!
مَجَـابَـاتُها الكُـبْـرَى.. فُــتُـوحُ رِبـاطِــها
مَحَاظــرُها.. وِرْدُ المنـــاهلِ.. عِـيـرُها!
بُطـــولاتُها.. تـــاريخُ سَيْـبَــةِ أرْضِــــها
مَضافاتُها.. المَبْسُوطُ –دَوْمًا- حَصيرُها!
مَـدائِنُها.. أحْــــزانُ بَحْرِ حَيـَـــــــــاتِـها
طُمُوحاتُها.. خَلْفَ السَّرَابِ.. مَسِيرُهـا!
غِنَــــاهَا.. بِخَــيْرِ البَرِّ.. والبَحْرِ.. فَـقْرُها
هِيَ البَلَدُ الأغْــنَى.. وشَعْبِي فَقـيرُها!
*****
لَئِنْ عَقَّت الإبْنَ.. المَــــدِيـنَ.. بِبِـــرِّهَا
فَإنِّي.. بِكُــلَّ الصَّالِحاتِ.. سَــــفِــيرُها!
تَأَبَّطْتُ.. أوْراقِـي.. رُؤايَ.. مَبـــــــاِدئي
ولَمْ أتَأبَّطْ.. أيَّ مَعْنًى.. يَضِــــــــيـــرُها!
تُطَوِّحُ.."بَيْنَ الحاءِ.. والبـــــاءِ".. رِحْلتِي
وَراءَ المَـعَـانِي.. والمَعَـــالِي.. أُدِيـــرُها!
وكُلُّ حَصَـــادِ العُمْـــرِ.. رَهْن حِســـابِها
أنَايَ.. أنَــاهاَ.. والضَّمِـــــــيرُ.. ضَمِيـرُها!
*****
تَأبَّطْتُهَا.. حُلْـمًا.. تَبَرَّجَ .. فـي دَمِـــــي
مَدائنَ.. فُضْلَى.. لا يُضاهَى.. صَغِيرُها
فَهَلْ كُلُّ ذَنْبِي.. أنَّنِـي لَسْتُ تّــــافِــهًا
وأنَّ الدُّنَا.. لاَ يَطَّبِـــــينِي .. حَقِــيــــرُها؟!
(كتبها 2012عائدا لبلدي بعد غياب طويل،وعندما رجعت إليه الآن بعد هجرة أخرى، وجدت رغبة كبيرة في ترديدها، فما زلنا-معا- كما كنا)

ليست هناك تعليقات :