الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

الشيخ سيدي عبد الله كان جزء من جمالها بالأمس وأصبح سببا في (غَسْلَتِهَا) اليوم :


كان جزء من جمالها بالأمس وأصبح سببا في (غَسْلَتِهَا) اليوم :
----------------------------------------------------------------------

على غير ما هو معروف في بنية غرض الغزل، انصرف الشعراء الشناقطة إلى مدح الملكة الأدبية للمتغزل بها، معتبرين ذلك ميزة، وجمالا، لا يقل شأنا عن الجمال الجسدي والحسي.
يقول الشاعر محمد بن الطلبة اليعقوبي، واصفا نساء من أهله عند منهل (آحميم) شمالي (تيجيريت) :
عهدت بها بيضا أوانس خردا == كواعب عن ريب الزمان غوافلا
ويؤنسهن اللهو والشعر
والصبى == وينفرن عن ريب المريب جوافلا
ويقول على لسان زوجته من قصيدة حوارية، غزلية :
ما له قد منحته الود مني == لم يزرني فليته اليوم زارا
ليته زارنا لنقضي بعض اللــــلــهو يوما وننشد الأشعارا
أما الشاعر مدمنن بن ببكر بن احجاب الديماني (1303 هـ - 1885 م) فيعترف في نص غزلي رقيق، أن اهتمام محبوبته بالشعر واللغة، زاده كلفا بالقريض، ويروى أن المتغزل بها، صححت له بيتا أو لحّنته، يقول :
يقول القوم دع قرْضَ القريضِ == وحبَّ الظبي ذي الطرف الغضيضِ
وتقطيعَ المفاوز كلَّ يومٍ == بشَوْشاءٍ مذَكَّرةٍ نَهوض
إلى بيضاءَ آنسةٍ عروبٍ == ترى منها التبّسمَ كالوميض
إلى بيضاءَ آنسةٍ رداحٍ == خؤونِ العهدِ مِخلافٍ نقوض
لقد زاد القريضَ إليَّ حبّاً == مبالاةُ المليحة بالقريض
ومعرفةُ النسيب وما سواه == وتمييز الصحيح من المريض
وما قد كان معتلاً ضروبًا == وما قد كان معتَّل العروض
أعمّر ما أعمّر، مَنْ يَلُمْني == على بنت البراء يكُنْ بغيضي
ومَنْ يطلبْ صدودي عن هواها == تهاوى من علاه إلى الحضيض
ويركز الشيخ محمد حامد بن ألا (ت 1378هـ -1958م) في رثائه لزوجته الأولى (أم الحسين بنت أحمد) على ثقافتها الأدبية، التي لا تقل في نظره عن بقية خصالها، الخلقية والجسدية، يقول :
وفي الفؤاد جروح من تبسمها == ومن دعابتها للخل والجار
ومن فخامتها في عين ناظرها == ومن قبول محيا غير مكشار
ومن حديث كمرجان تقطعه == دأبا بآي و أمثال و أشعار

ويقول محمد ولد احمد يوره متغزلا :

غزاني بجند الشوق ظبي رأيته == يطالع (حمادا على الغزوات)
حمدت إلهي إذ غزاني بجنده == وما كنت حمادا على الغزوات
-------------------------------------------
للاستزادة انظر كتابنا (نقد الشعر عند الشناقطة) - ص 109

ليست هناك تعليقات :