الثلاثاء، 14 يوليو 2015

المهندس الشاعر محمد الشنقيطي المجتمع الذي يحب مكفريه و قاتليه:

المجتمع الذي يحب مكفريه و قاتليه:
لا يستغرب ممن كفر كبار الصحابة رضي الله عنهم و يقتل من استطاع منهم - (استطاعوا قتل علي و فشلوا في قتل معاوية و عمرو بن العاص رضي الله عنهم في خطة لقتل جماعي في ليلة واحدة محددة سلفا) - أن يكفروا المجتمعات الحالية تكفيرا جماعيا.
و مشكلتهم هم أنهم يأخذون الأحكام من الآيات بعموم اللفظ، في كل الأحوال، غير ملتفين إلى أسباب النزول و مقاصد الشرع و المآلات و تحولات الزمان و المكان. و هذا يجعلهم يشهرون في وجهنا دائما: " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" قاعدة عامة لا استثناء فيها حتى للضرورات المصالحية العمومية و ما تفرضه تغيرات الزمان و المكان و مقاصد الشرع و مآلات الأفعال و حدود التكليف.
و لو أنهم خرجوا في عهد الفاروق رضي الله عنه (و ليس في عهد علي) لكفروه في تعطيل حد السرقة عام المجاعة و تعطيل نصيب المؤلفة قلوبهم و في ابتداعه بدعا حسنة منها استخدام نظام دواوين الكفار و بدعة صلاة التراويح الجماعية بإمامة إمام واحد و زيادتها إلى 20 ركعة.
و مشكلة المجتمع معهم أن غالبية المجتمع غير واع و غير متعمق في تعقيدات كبرى تستعصي على فهم غالبية أفراد المجتمع فيعوض عن ذلك بتقييم الفقهاء و الدعاة و الوعاظ على أسس شكلانية و على أسس أداء الشعائر فقط.
و لما كان الخوارج من أكثر الناس إلتزاما بالشكلانية (الثوب القصير، اللحية، المسواك، زبيبة في الجبهة من كثرة السجود أو من كثرة حك الجبهة بالأرض) كان من السهل عليهم الحصول على إعجاب و تأييد عارمين من المجتمع. خصوصا في مجتمع أتيحيت له وسائل إتصال جمعي آني و خصوصا أن بعض قياداتهم اليوم يتوفرون على مصادر مالية كبرى و على كاريزما و خطاب و عظي مدوٍ و يتوفرون على قاعدة كبرى من المريدين الذين يفعلون ما يؤمرون.
و التزامهم بحرفية النص و أنه عام غير مقيد في كل الأحوال هو الذي جعلهم يقتلون خباب بن الأرت رضي الله عنه صبرا و يقتلون زوجته معه صبرا تحت شجرة من أشجار النخيل و في نفس الوقت يتورعون عن أكل حبة بلح من تلك النخلة بدون مسوغ شرعي يبيح لهم أكل حبة البلح تلك.
لقد هال عبد الله بن عباس رضي الله عنه ما عليه الخوارج من الإلتزام الشديد بالشعائر و حرفية النصوص عندما ناظرهم و غلبهم و لم تخدعه المظاهر التعبدية و لا ما ستدلوا به من نصوص تقنع اليوم الكثيرين. لم ينخدع عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
أما نحن فقد خدعتنا و أصبحنا مجتمعا يحب مكفريه و قاتليه!!

ليست هناك تعليقات :