عودة من المنفى؛
علي عتبة المطار الذي بدا آمنا أكثر مما مضي، كان الاستقبال على قدر الفرحة التي جلبتها قوافل المنفى، العائدة إلى وطن كانت قد سلبته فيلة بوطأتها الثقيلة!
من بين
حشود الأمهات، حضر أهلي وغابت أمي، التي كثيرا ما حلمت بأن تعيش، لترى الفيلة في رقصة الوداع، جارة أذيالها المنتوفة، على إيقاع الزغاريد المبحوحة؛ حميمية اللقاء، كانت وحدها كافية لأطمئن على أن سريرا ينتظرني ببيت أبي، ولن أعرج البتة بزنزانة الكيستابو !
لم أحلم أبدا بعودة بهذا الجمال. لقد كان الحدث بفنية يستحيل علي الوصف تناولها، فأمواج الحبور، ونسيم العيون البراقة، تخطف الانتباه، مؤجلة حلقة التدوين إلى حين؛ فثمة إحساس يغمر وآخر يغمي، ضحك متواصل، وحرارة تجعل الأجساد ترشح بعنبر الحياة المقبلة بعد طول غياب.
من قرب دموع العودة؛


ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق