نارُ گنَّارْ دَيْدَمْ دكار (8)
بمجرد الخروج من مفوضية الشرطة لم يعد أمامنا غير العبور الذي عاقته فوضى عارمة من أمثلتها صرّافة متجولون يعرضون سعرا مغريا ويخفون بعض نقود الضحية في لمح البصر، أو
يخادعونه في الحساب، فإذا لم يفلحوا في أي منهما تملصوا منه بإنكار السعر المتفق عليه وادعاء سعر زهيد لا يرضى به في الغالب وإن رضي فهي فرصتهم أيضا. ومنها مرافقون وحمالون ينتزعون الأمتعة من أصحابها انتزاعا ويفرضون أنفسهم؛ شاء من شاء وأبى من أبى، وفي النهاية يطلبون تعويضا مبالغا فيه يشعر من دفعه بالغبن ويؤنبه ضميره إن لم يدفعه!استأجرنا زورقا خاصا بنا وبعد ما علوناه ظل راكدا تحت شمس الهاجرة بانتظار المزيد حتى نفد صبرنا وهددنا ملاحيه بالنزول فحركا الزورق مكرهين بعد ما نالا أشخاصا معنا.
قبيل أذان الجمعة الثاني وطئت أقدامنا التراب الوطني في فورة حر لا تقاوم إلا بالقيلولة؛ لذا انتظرنا حوالي ساعة ثم انطلق بنا مستقبلنا الكريم على سيارته المكيف هواؤها في رحلة لم ينغصها إلا جحش دعاه حتفه إلى ترك ناصية الطريق والجري نحو السيارة المسرعة حتى تمزقت أشلاؤه رغم كل محاولات ربها تفاديه.