الخميس، 12 فبراير 2015

Khaled Elvadhel الشعب يريد تناول العَشاء!

الشعب يريد تناول العَشاء!
السماء تبتعد عن الأرض،وأشعة الشمس تقترب من الشوارع،والطيور تعتصم تحت قطرات "القربة"،ونوافذ البيوت قد فتحت،والأرض قد تجهمت،والحنفية فمها صار يابساً كشفاه الوطن،النهار صار طويلاً كطوابير العاطلين،ومملاً كانتظار هبوب الهواء،لقد جاءنا الصيف!
دخان المصانع في الشمال البارد،يصيب طبقة الأوزون بالإعياء،والرمال تزحف زحفاً،ونواكشوط يحصل على "الحزام الأخضر"،لكن لكمات "التصحر" العنيفة،تجبر الحكومة على ترك زراعة "كرون لمحادة"،ووزارة البيئة تشعر بالقلق!
يذوب الجليد 
في القطبين،ويرتفع مستوى البحر،وغابة الإسمنت "نواكشوط"،يزورها المطر كل عام،فيختبئ الأطفال ولا يلعبون،وتكشف البلدية عن ساقها النحيفة،ويبدأ "كرنفال الناموس"،وتتحول العاصمة إلى عدة جزر،وليس إلى ثلاث ولايات فقط،كأنها تغتسل بصعوبة من ذنوب اغتصاب الأطفال وقتلهم،يا سكان العاصمة (علموا أولادكم السباحة)،البحر من أمامكم والصرف الصحي من خلفكم!
موريتانيا يجب أن توضع في ثلاجة الأمل،وتحفظ بعيداً عن متناول "الساسة"،فظهور الشمس الدائم عليها،بات يزيد من معدلات التشنج وحدًّة الطبع،في الصيف الماضي وأنا ضمن ستة أسرى في "التاكسي"،مررنا بمعركتين،واحدة عند "كرفور مدريد"،والأخرى قبالة أطلال "بلوكات"،الشعب أصبح سريع الغضب "ولاه حامل شي"حفظ الله السلم الأهلي.
معظم "الانقلابات" حدثت في الصيف،ومنسوب الطلاق يرتفع في الصيف،والكهرباء تتقطع أوصالها في الصيف،والمشاعر في الصيف تذوب بسرعة،الوطن ليس مكيفاً بالمرَّة!
بقرتي أصابها الوهن،وتريد نصيبها من "الحش" الوطني،والديمقراطية بلا نكهة وبلا رائحة وبلا طعم،الشعب يريد أن يتناول العشاء،يريد شراء الدواء ويتمنى ميتة السعداء،اللهم ارزقنا حسن الخاتمة،وزوجنا بحور العين،اللهم آمين
هنا تامشكط والساعة تشير إلى 11 صباحاً و11 دقائق،وعلى جاليتنا في السويد مراعاة فارق المشاعر والأحلام،فأطفالهم يلعبون بالثلج،وأطفالنا يشترون الثلج ليشربوه مع "أزريك"،من قرأ الكلام أعلاه،يظنني مواطن حزين على العكس أنا سعيد،والدليل أنني لا زلت أحفظ النشيد الوطني،وأعرف لون العلم،ولم أعد أفكر في "الهجرة نحو الشمال"،لا أريد أن أغرق قبالة جزيرة "لامبيدوزا"،أو على مشارف "الأندلس" أو يقتلني متطرف في "تكساس"،الأرض تكتظ بالظلم ودمائنا رخيصة،سأنضم إما إلى "داعش" أو إلى "الحوثيين"!

ليست هناك تعليقات :