ذكرى الاستقلال و تساؤلات المقاومة
تحل علينا الذكرى الرابعة و الخمسين لذكرى عيد الاستقلال الوطني ، و عادة ما تكون هذه الذكرى مناسبة لاسترجاع الخطوات و الأحداث التي رافقت بواكير الاستقلال و ذكرى كذلك لاسترجاع تاريخ المقاومة الوطنية التي ساعدت في الحصول على هذا الاستقلال .. و إن كانت الأحاديث تتكرر و الشخوص كذلك في إعلامنا الوطني كما قصة المقاومة ، بل
صار البعض يستغلها سياسيا فيوزع هرمانات المقاومة على من أراد و ينتزعها من من أراد ، و يدعم بها النظام لاستدرار خيراته الوفيرة ، فتماهت قصص المقاومة و الاستقلال مع أحاديث الصالونات و النكت المصاحبة لشرب الشاي الأخضر في بلادنا .و ذلك نتيجة عدم الوعي بأهمية التاريخ و دوره الخطير في صناعة الحاضر و المستقبل حتى قال بول فاليري إن التاريخ هو اخطر منتج صنعته كيمياء العقل البشري .. لذلك سننتهز هذه المناسبة لطرح بعض التساؤلات و الاستشكالات التي صاحبت صياغة هذا التاريخ الجديد و رافقت تشكل الوعي لدى شبابنا و نخبنا الجديدة و التي كثيرا ما أثرت في نظرنا لهذا التاريخ و لهؤلاء البناة الأول ..
1- على مستوى قصة المقاومة يتم تجاهل الفترة التي سبقت دخول الاستعمال إلى موريتانيا و التي عرفت حربا بين اترارزة و الفرنسيين استمرت نصف قرن و شهدت الكثير من المعارك و خاضها محمد لحبيب و هو على وعي من أنه يدافع عن بيضة المسلمين و على يقين أن النصارى يريدون غزو المسلمين و احتلال أراضيهم ( راجع مراسلات محمد لحبيب مع الفرنسيين ) و إن تذرعوا بمشروع فيديرب لزراعة الضفة و تنميتها خصوصا في منطقة الوالو التي كانت تتبع لاترارزة ، و قد خاض محمد لحبيب معارك كثيرة ضد الفرنسيين أخرت دخولهم إلى موريتانيا و استنزفت قوتهم و كذلك فعل نجله سيدي .. و نفس الشيء وقع مع إمارة لبراكنه و حربها التي خاضت ضد الفرنسيين و الدور الكبير الذي قام به الأمير سيد أعلي .. هذه الحروب كانت باكورة المقاومة ضد الاستعمار و لعبت دورا ربما لم تلعبه المقاومة المسلحة بعد دخول الاستعمار و رغم ذلك يتم يتجاهلها في حكاية المقاومة عندنا لماذا ؟؟ لا أعرف ..
2- لم يتم تحديد و تعريف المقاومة و المقاوم لتفرقته عن من حمل السلاح كردة فعل أو اثر استقطاب سياسي أو تحيز جهوي أو لممارسة فعل السرقة و النهب التي دأب عليها البعض .. ففعل المقاومة يحتاج إلى وعي بها و محاولة لإرساء دولة بعد الاستقلال و سبل إحدى الطرق المعروفة للمقامة الشريفة و أن تكون عملا وطنيا و ليس تحقيقا لأجندة خارجية و من أجل بناء كيان تابع لجهات أخرى.. كما يتم تجاهل المقاومة الدينية و الثقافية، فالجهد الكبير الذي قام به الفقهاء و العلماء من أجل مقاطعة الاستعمار و تحريم التعاطي معه كان لها دور كبير و كانت أرسخ و أقوى تأثيرا من المقاومة المسلحة التي لم تدم سوى 15 سنة تقريبا.. كذلك مقاومة الكلمة و الأغنية و القصة و التي لعبت دورا مهما كذلك في تنفير المواطنين من المستعمر و من التعامل معه.. لماذا يتم تهميش ذلك ؟؟ لا أعرف ..
3- الموقف من الذين يدعون الجهاد و المقاومة و هم يغيرون على بني جلدتهم و على البسطاء من المسلمين مدعين أنهم يستقوون بمالهم على جهادهم للنصارى ، و قد أضروا بالمواطنين أكثر من ما أضر بهم المستعمر ، و لعل هذه مقاومة غريبة لم تشهدها الشعوب الأخرى و لا المستعمرات على اختلافها و خصوصا أن أغلب هؤلاء لم يكونوا يؤمنون بالدولة الموريتانية و لا ببناء كيان مستقل على هذا التراب الذي يدافعون عنه .. مما يثير الكثير من الاستغراب و الكثير من التساؤلات ..لماذا يتم السكوت عن هذا ؟؟ لا أعرف ..
4- ضعف الإيمان بالوطن لدى بعض النخبة و التي شاركت في المقاومة و في الحراك السياسي الذي مهد للاستقلال و مع ذلك و نتيجة خلافات سياسية بسيطة مع السلطة هاجرت عن الوطن و طالبت بانضمام موريتانيا لدول مجاورة مختلفة ، بل منها من حمل السلاح ضد هذا الوطن الفتي و ضد إخوته في الدم و الدين تنفيذا لأجندات خارجية .. و مع ذلك فما زالت قصص الاستقلال و نكاته تحسبهم من الوطنيين و من المقاومين .. لماذا ؟؟ لا أعرف ..
أردت من هذه الأسئلة و الاستشكالات محاولة إعادة كتبة و صياغة هذا التاريخ على أسس جديدة موضوعية و ليس كقصص لترضية البعض و الاستفادة من البعض .. و يحاول البعض من شهود العيان أن يحول التاريخ و يتلاعب به لكسب نقاط على حساب شهود صامتين لا يريدون نكأ الجراح و لا الدخول في معارك جديدة بعد الاستقلال .. لكن تاريخنا الوطني أهم و أخطر من كل ذلك و يجب أن تتم غربلته و مراجعته و نقده لصياغته من جديد .. و إلى ذكرى قادمة .. عاشت موريتانيا حرة و مزدهرة و موحدة ..
تحل علينا الذكرى الرابعة و الخمسين لذكرى عيد الاستقلال الوطني ، و عادة ما تكون هذه الذكرى مناسبة لاسترجاع الخطوات و الأحداث التي رافقت بواكير الاستقلال و ذكرى كذلك لاسترجاع تاريخ المقاومة الوطنية التي ساعدت في الحصول على هذا الاستقلال .. و إن كانت الأحاديث تتكرر و الشخوص كذلك في إعلامنا الوطني كما قصة المقاومة ، بل
صار البعض يستغلها سياسيا فيوزع هرمانات المقاومة على من أراد و ينتزعها من من أراد ، و يدعم بها النظام لاستدرار خيراته الوفيرة ، فتماهت قصص المقاومة و الاستقلال مع أحاديث الصالونات و النكت المصاحبة لشرب الشاي الأخضر في بلادنا .و ذلك نتيجة عدم الوعي بأهمية التاريخ و دوره الخطير في صناعة الحاضر و المستقبل حتى قال بول فاليري إن التاريخ هو اخطر منتج صنعته كيمياء العقل البشري .. لذلك سننتهز هذه المناسبة لطرح بعض التساؤلات و الاستشكالات التي صاحبت صياغة هذا التاريخ الجديد و رافقت تشكل الوعي لدى شبابنا و نخبنا الجديدة و التي كثيرا ما أثرت في نظرنا لهذا التاريخ و لهؤلاء البناة الأول ..
1- على مستوى قصة المقاومة يتم تجاهل الفترة التي سبقت دخول الاستعمال إلى موريتانيا و التي عرفت حربا بين اترارزة و الفرنسيين استمرت نصف قرن و شهدت الكثير من المعارك و خاضها محمد لحبيب و هو على وعي من أنه يدافع عن بيضة المسلمين و على يقين أن النصارى يريدون غزو المسلمين و احتلال أراضيهم ( راجع مراسلات محمد لحبيب مع الفرنسيين ) و إن تذرعوا بمشروع فيديرب لزراعة الضفة و تنميتها خصوصا في منطقة الوالو التي كانت تتبع لاترارزة ، و قد خاض محمد لحبيب معارك كثيرة ضد الفرنسيين أخرت دخولهم إلى موريتانيا و استنزفت قوتهم و كذلك فعل نجله سيدي .. و نفس الشيء وقع مع إمارة لبراكنه و حربها التي خاضت ضد الفرنسيين و الدور الكبير الذي قام به الأمير سيد أعلي .. هذه الحروب كانت باكورة المقاومة ضد الاستعمار و لعبت دورا ربما لم تلعبه المقاومة المسلحة بعد دخول الاستعمار و رغم ذلك يتم يتجاهلها في حكاية المقاومة عندنا لماذا ؟؟ لا أعرف ..
2- لم يتم تحديد و تعريف المقاومة و المقاوم لتفرقته عن من حمل السلاح كردة فعل أو اثر استقطاب سياسي أو تحيز جهوي أو لممارسة فعل السرقة و النهب التي دأب عليها البعض .. ففعل المقاومة يحتاج إلى وعي بها و محاولة لإرساء دولة بعد الاستقلال و سبل إحدى الطرق المعروفة للمقامة الشريفة و أن تكون عملا وطنيا و ليس تحقيقا لأجندة خارجية و من أجل بناء كيان تابع لجهات أخرى.. كما يتم تجاهل المقاومة الدينية و الثقافية، فالجهد الكبير الذي قام به الفقهاء و العلماء من أجل مقاطعة الاستعمار و تحريم التعاطي معه كان لها دور كبير و كانت أرسخ و أقوى تأثيرا من المقاومة المسلحة التي لم تدم سوى 15 سنة تقريبا.. كذلك مقاومة الكلمة و الأغنية و القصة و التي لعبت دورا مهما كذلك في تنفير المواطنين من المستعمر و من التعامل معه.. لماذا يتم تهميش ذلك ؟؟ لا أعرف ..
3- الموقف من الذين يدعون الجهاد و المقاومة و هم يغيرون على بني جلدتهم و على البسطاء من المسلمين مدعين أنهم يستقوون بمالهم على جهادهم للنصارى ، و قد أضروا بالمواطنين أكثر من ما أضر بهم المستعمر ، و لعل هذه مقاومة غريبة لم تشهدها الشعوب الأخرى و لا المستعمرات على اختلافها و خصوصا أن أغلب هؤلاء لم يكونوا يؤمنون بالدولة الموريتانية و لا ببناء كيان مستقل على هذا التراب الذي يدافعون عنه .. مما يثير الكثير من الاستغراب و الكثير من التساؤلات ..لماذا يتم السكوت عن هذا ؟؟ لا أعرف ..
4- ضعف الإيمان بالوطن لدى بعض النخبة و التي شاركت في المقاومة و في الحراك السياسي الذي مهد للاستقلال و مع ذلك و نتيجة خلافات سياسية بسيطة مع السلطة هاجرت عن الوطن و طالبت بانضمام موريتانيا لدول مجاورة مختلفة ، بل منها من حمل السلاح ضد هذا الوطن الفتي و ضد إخوته في الدم و الدين تنفيذا لأجندات خارجية .. و مع ذلك فما زالت قصص الاستقلال و نكاته تحسبهم من الوطنيين و من المقاومين .. لماذا ؟؟ لا أعرف ..
أردت من هذه الأسئلة و الاستشكالات محاولة إعادة كتبة و صياغة هذا التاريخ على أسس جديدة موضوعية و ليس كقصص لترضية البعض و الاستفادة من البعض .. و يحاول البعض من شهود العيان أن يحول التاريخ و يتلاعب به لكسب نقاط على حساب شهود صامتين لا يريدون نكأ الجراح و لا الدخول في معارك جديدة بعد الاستقلال .. لكن تاريخنا الوطني أهم و أخطر من كل ذلك و يجب أن تتم غربلته و مراجعته و نقده لصياغته من جديد .. و إلى ذكرى قادمة .. عاشت موريتانيا حرة و مزدهرة و موحدة ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق