الأربعاء، 21 مايو 2014

ناجي محمد الإمام موسم الهجرة إلى الأدب مفتاح:

موسم الهجرة إلى الأدب
مفتاح:
_____
عندما تصبح السياسة سوسة *و النضال ضلالا* والتاريخ سجالا* والمواقف انفعالا* و القرارات ارتجالا* و التعاون اضمحلالا* و النجم هلالا* و الجبان صوَّالا* و العالم قوّالًا* و المهدي دجالا *و الردة هداية* و البداية نهاية* والوسيلة غاية * و الود نكاية ....
يكون القحط قد حل بالعقول *وتميل شمس الإبداع إلى الأفول*

...فأعضض بنواجذك على ما تختزن لأيام جوع الأذهان *يومَ تكون إلى الأذقان *و اعتمر خوذة الإيمان*... واهجر المتداول من بني الإنسان*...
فإنه موسم الهجرة إلى الخويصة...فاحتطب لموقد شتائك الطويل يا مُوَّاطن الشعر والأدب....
***************************************************************
سألني أحد أصدقاء الصفيحة :ما أجمل قصيدة قلتها في الغزل ؟ قلت لا أدري ...قال: في الفخر...قلت أنا لا أفخر إلا بأمتي و أبطالها...قال: في المديح ...قلت لا أمدح غير شفيعي يوم الحشر...قال : مؤسف يا (أستاذ ) أن تهزأ بي وأنا في مقام تلميذك...
قلتُ: كنت صادقا معك و مقدراً لحبك للعبد الضعيف...قال اتحفني بأقرب قصيدة إلى قلبك...قلت: كثيرة هي القصائد التي تحمل قلبي على كفها...
قال : هات واحدة أنقلها من صفحتك...قلت:
يا جــــــــــارة "السيــــن"
مهلًا ترفقْ فدتك الأعين النجل
سَرِّحْهُ يمشِ رُخاء علَه يــــــصل
نشوى وهذا النسيم الفاتر الجذل
يلهو بنحرك ،مهلا إنـــــني وجل
يا من تعاقر في صمت بسكرتها،
إبحار قلبي إليها إنـــــني ثمــــــل
عوجي علي البرق فاستثني بشاشته
من المزاح فإن القلب مشــتعـل
.
عوجي علي النهر تلقي نصف آلهة
علمتها كيف تحمي العبرةَ المقلُ
عوجي عليها تعلمْك ارتباط دمي
بالمكرمات إذا ما نهنه الزلل
عُرْيُ المعاني تفاهاتٌ وكسوتها
عَفُّ العٌقار إذا ما انــــداحت القُبلُ
استغفر الله هل من مدنف كلف
لا يعتريه حَـــفاءٌ و هو منتعـــــل
في سكرة الحب بوحٌ قد يُبيح دمًا
للمرجفـــين وأيــــام الـــهوى دول
لا يُحْتسى النَّخبُ إلا في ملابسه
سوداً غرابيب كُحْلًا والهوى كُحُلُ
تَسْري حياءً علي إبريز ناعمها
يعرو الحريرَ إذا ما لَسَّها خجــــل
كالخيزرانة تطوي كشحها بَضَضًا
في وصلة "البُطْءِ" يكبو الفارسُ البطلُ
جادتْ، تثنتْ، رَبَتْ ،هَبَّتْ عوارضُها
هشَّتْ، دَنَتْ فتدانَى الثغرُ والأَفَـــــلُ
في ليل باريس و"البيضاوي" يُرشدنا
يمشي القتيلُ كما يمشي الوجَى الوَحِلُ
يا أخت (هاروت) والأيامُ مقبلةٌ
هُـــبي بصـــحنك إن اللـــــــيل مُكتهلً
و لْتذكري أن صبا هائما أبدًا شابتْ
عوارضُه ما شابَهُ بسَــــــــــــــل
يا جارة السين لا غبتك سارية
ترعي خمائلك الغزلان والإيَّــــــــــــل
أوْدَعْتُكِ الشعرَ في لبّات غانية
نبيلةِ العرق يحبو دونها زُحــــــــــــــل
إن يجمع الحظ يوماً بيننا فمُنًي
أو غالنا صرفُ دهر ما لـــه حِـــــــوَل
أُعجوبَةَ "التاء" ما أرض ببـــاقية
ولا غــــرام ولاغـــيمٌ ولا جـــــــبل
سواك...تبقين في شعري وفي خلدي
فإن فنِي خلدي فالشعر لا يَفــلُ
سواكِ تبقين في اللَّازُرْدِ قافيــــــــة ...
زرقاء تَتْرَى بها الأنباءُ و الرُّسُلُ
_____________________________________
(*)علي ظهر باخرة تمخر،عباب نهر "السين" ،(باتو موش)تحت جسور باريس ليلة فاتح يناير 2004

ليست هناك تعليقات :