سؤال في الرياضيات السياسية!
سؤال في الرياضيات السياسية!
ما رأيكم في قانون تحريم الترحال السياسي، والذي يبدو أنه يكون ساري المفعول فقط بعد انتخاب الشخص ، بحيث لا يمكنه أن ينشق عن فصيله السياسي دون أن يتسبب له ذلك في فقدان منصبه الانتخابي الجديد ، وهو ما سيخلق حالة مرضية أشبه بالنسبة لي ب" الإقامة الجبرية" داخل " الحزب الدحسة" الذي سيفرض على مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه نوعا من الحبس التحكمي في هيكله أو التمرد والتضحية بالكرسي الغالي ونهاية المشوار السياسي لصاحبه قبل أن يرتد إليه طرفه وهو حسير
هذا جانب لكن الجانب الأهم بالنسبة لي في تحريم الترحال السياسي بين الأحزاب ، أنه فيما يظهر من الفقه السياسي في بلاد شنقيط حكمه هو البعدي وليس القبلي بخصوص الانتخابات ، ذلك أننا منذ بداية إعلان الترشحات في أحد أكبر الأحزاب المعروفة شاهدنا موجة جماعية من الترحال السياسي غير المسبوق في تاريخ الأحزاب الحاكمة بأمر السلطة جهارا نهارا وفي وضح النهار، هجرة جماعية في الأرياف والمدن لحظة إعلان قوائم الترشحات البلدية وحالة استنفار الآن مشوبة بالقلق بعد بلاغ النيابيات ، أليس هذا ترحال سياسي أم لا ؟ بل إنه يكاد يفوق واقع أحياء الترحيل الشعبية التي شوهت الوجه العمراني للمدينة، في حين أن هذا الترحال السياسي قبيل الانتخابات نوع آخر من تشويه وجه المدينة السياسي وإن في أحد أكبر أحيائها الحزبية في نظر البعض، فهل نجحنا فعلا في القضاء على الترحال السياسي أم أنه سياحة لابد منها خصوصا في مواسم الربيع الموريتاني والإنتجاع المؤقت الذي يحلو به جو المراعي والمساعي هنا وهناك وكأن حال أصحابه يقول على ظهر السفين :
رحلنا كما كان آباؤنا يرحلون!!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق