هاهي المفاجآت تتسارع
لم يبدأ الصيف المنتظر وهاهي المفاجآت تتسارع لتدخل تركيا إلى نفق الظلام أسرع مما توقعت بكثير فقد فصّلت قبل عامين في ملاحظة ( إلى أين ) أن الفكر الفلسفي السياسي الذي تتبعه حكومة أردوغان سيؤدي في النهاية إلى كارثة تركية أما على المستوى العملياتي فقد أشرت قبل عام إلى أن تركيا دخلت فعليا حلقة النار بسبب غباء حكومة حزب العدالة و التنمية و غطرستها و الخطأ القاتل في حساب توازن القوى في المنطقة و لكن ما لم أتوقعه هو ان يحدث الأمر بهذه السرعة فتأثير معركة القصير و تغير المسار العسكري في سوريا الذي مازال في بدايته ويحتاج إلى شهر أو شهرين على أقصى مدى كي يكتمل زخمه فجّر بركانا تحت أقدام أوردغان لن ينجو منه .
ولكن الأخطر على مستوى تركيا هو عودة الجيش لموازين القوى ومالذالك من تأثر على الحياة المدنية من جهة و الأخطر منه هو الفرز العرقي للفسيفساء الإثنية في تركيا و إنهايار الصلح مع الأكراد بعد إنهيار معاهدتي لوزان و الإسكندون ناهيك عن عشرات آلاف المقاتلين الذين سيفرون من سوريا ليجدوا بيئة مضطربة و مهتزة أمنيا في تركيا و ربما نرى قريبا سيناريو مشابه لطالبان باكستان في تركيا و ظهور فرصة ذهبية لكل من سوريا و العراق و إيران لتصدير الأزمة إلى الداخل التركي كي ينقلب السحر على الساحر فتتحول نظرية أحمد داود اغلو ( صفر مشاكل ) مع المحيط إلى ( صفر مشاكل ) لدى المحيط لأن كل المشاكل ستكون داخل تركيا .
أما على المستوى الإسلامي فإن إنهيار الإخوان في تركيا يشكل قطع لرأس الأفعى في مشروع الإخوان المسلمين في المنطقة ولن يعيش باقي جسد قريبا بل سيتحلل و يتهاوى خصوصا بعد فشله في إنجاز أي شيء يذكر له ( ماعدى النموذج التركي الساقط لا محالة ) و ظهر جليا خبث الغرب حين سلّم السلطة للإخوان لكي يُظهر فشلهم و يضعهم في المأزق قاتل فلن سستطيعوا الإستمرار في السلطة كما أنهم فقدوا التعاطف الإجتماعي و القاعدة الشعبية . و ربما من توفيق القدر أن يكونوا في هذا التوقيت على رأس السلطة لكي يتم كنس النموذج الفاشل من التاريخ دفعة واحدة على توازي مع مشروع ( الجهادي الإسلامي ) و المشروع ( السلفي المعتدل السياسي!! ) و ليظهر للجميع أن الدولة المدنية هي الحل الوحيد .
اما على المستوى الكوني فسقوط تركيا بهذه الطريقة هو أشد صفعة سيتلقاها النيتو في هذا القرن لأسباب يطول شرحها و عمقها على التوازن الدولي و أقلها فشل التحالف التركي الإسرائيلي لإنعاش القوة الأمريكية في المنطقة فتركيا المشغولة بذاتها يعني إسرائيل محاصرة ضعيفة مفلسة و يعني دول خليج مكشوفة و معزولة وضعيفة ويعني أن أمريكا عليها أن تقبل بأي تفاق يحفظ ماء وجهها الأسود لتخرج مهانة و ذليلة من المنطقةو ما لذالك من نتائج على العالم أجمع .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق