الثلاثاء، 7 مايو 2013

وجهة نظر :


وجهة نظر :
-----------
استغرب دائما من الذين يرون في بيرام تهديدا للوحدة الوطنية ،إنهم في أكثر الأحوال

يحذرون مما قد يؤدي له تطرفه الزائد و راديكاليته في تسمية الأشياء بأسمائها .
دعوني أصارح هؤلاء :إن من يخافون بيرام لا يخافونه حفاظا على اللحمة الوطنية بل على

مصالحهم الشخصية أو جبنا في مواجهة الأسباب الحقيقية التي تترك لبيرام التصرف وفق رؤيته

ووفق ما يفسر به توالي الأحداث اليومية التي يراها امام عينيه ..
قد لا أوافق بيرام في بعض افراطه ، لكنني اعذره فيها إن لم يكن كلها فجلها .
لأسباب عديدة أن المخلفات التي تركها الرق تقاس بالكارثة الوطنية التي تهدد المجتمع

أكثر مما يهدده بيرام .
ثانيا : أن الجهات المتهمة سواء بقرائن الماضي أو الحاضر لا تتحرك في اتجاه اصلاح الخلل

أو حتى الاعتراف به و لعل أولى وسائل الاصلاح هو الاعتراف بالخطأ .
ثالثا : ما لا ينتبه له البعض اليوم او يتغافل عنه أن أكثر الجرائم التي تحدث اليوم هي

نتاج طبيعي لسياسة النعامة في تغطية أسباب الجريمة الكبرى التي انتهكت فيها حقوق فئات

اجتماعية و لا زالت تنتهك تحت ذريع "طور نفسك بنفسك" ..
إن أهم قرار للحد من الجريمة هو مواجهتها بالحل الاجتماعي و اصلاحه قبل مواجهتها بالحل

الأمني الجزائي ، فأجيال الجريمة التي جلهت و افقرت و تسربت من التعليم جديرة بان تكون

رأس الحربة في ارتفاع معدلات الجريمة و انتشارها في شتى الأوساط الاجتماعية الفقيرة و في

اولها شريحة الأرقاء و الأرقاء السابقين .
و ليس من البعيد ان تتحول الجريمة في وقت ما لموقف عنصري يتم من خلاله انتزاع الحقوق أو

ما يراه حقا مشروعا له من الفئات الغنية التي يحملها بلاشك ما وصل إليه ..
قد يقول البعض أنني بهذا اصيد في مياه عكرة تصل لحد الخيانة العظمى و قد يصدر بعضهم

فتوى بالقتل ، و لن اسلم أيضا من اتهام بالعنصرية لأنني اربط الجريمة بفئة دون أخرى

لهؤلاء أقول أنا لا أربط الجريمة بفئة بل بفعل سابق بحق من نسميه حالا المجرم ،نحن من

علمناه الجريمة لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام الفاقة ليعيش و ليكون أسرة فكل سبل

الارتقاء مسدودة أمامه بعقبات ندركها جميعا ..
-إن انشاء وكالة الرق رغم ما فيه من اعتراف ضمني بالعبودية و مخاطر مخلفاتها على

المجتمع يبقى غير ذي بال و لن يؤتي ثماره الحقيقية بدون اعتراف منا جميعا بوجود المعضل

و تبني الدولة نفسها لتكون خصما للمتهمين في ملفات العبودية سواء كانت عبودية إنسانية (العبودية البحتة )أو اجتماعية (مبرر القرابة )او اقتصاديا (تشغيل القصر او ستغلالهم ).
- أخيرا إن ما يتباشر به البعض من استقالات في منظمة إيرا أدعى لخوف الجبناء من تلاحمها على الخطأ إن الاستقالة هي مؤشر صحي يؤكد أن المنظمة تعيش حياة ديموقراطية و تختلف بتاتا عن كل التشكيلات الأخرى التي تتعفن بفعل الرذيلة و الرشوة و المحسوبية دون ان يتمكن اي فرد فيها من الخروج على الملأ ليعلن استقالته ممنيا نفسه بفرصته في الانقضاض على جزء من الكعكة الهدف ..
إن استقالة اعضاء من حركة ايرا هو فعلا مؤشر على الاصلاح و الوصول للاهداف وهو اختلاف على طريقة في التسيير و ليس في الأهداف و الرؤية و القيم التي تشكل السياسة في المنظمة ..

ليست هناك تعليقات :