
مؤلم تراجع روح الجمال في نفوس من يتغنون بشعر الجمال..
حدثتني ذات مساء أحمر قاني كأن السماء به تقطر ألمًا..!!
قالت وهي شاحبة يراودها الخجل...
كانوا يبتسمون وتستحي الغبراء من سحناتهم..صقيلة تلك الاجسام لا وسخ ولا درن..
تراهم العين صفاءًا على صفاء كأن نقاء الصحراء من نقاء نفوسهم...
كانت خيامهم غاية في الروعة والجمال وموقفا من مواقف الدهشة..
ملاعبهم ومعاطنهم وكل منزل كانو به تفوح من ابعاده رائحة المسك ويكسوها بريق النقاء..
وأومأت برأسها ولها خنين:
لا النّائباتُ لهذا الدّهرِ تْقَطُعني
والصَّبرُ منّي على ما نَابَنِي خُلُقُ
إنّ الكريمَ صَبُورٌ كيفَمَا انْصَرَفَت به
الصَّروفُ إذا ما أفْلَقَ الفَرَقُ
يحز في نفسي قوم صارو اليوم بحضر أو هكذا ظنو لكن مظاهر البيوت ومناظر الشوارع الأزقة توحي بقوم ليسوا بحضر تنتشر الأوساخ في كل مكان كما تنتشر الفوضى في كل موطن من مواطن الحياة...
ثم رفعت رأسها وبدأ صوتها المتقطع يتماسك وترفع من نبرة صوتها رويدا رويدا قائلة لماذا لا نكون مثل هذا العالم الجميل الا ترى الى هذه الطرق المعبدة والجسور والعمارات الشاهقة وناطحات السحاب وفنادق الزجاج ومرافئ الروعة والسحر والجمال على ضفاف المحيطات نهضة في كل مكان الى هنا فعثرة وفتات وبقايا من نفايات من خردة الحضارة..
هل نحن الا بشر كباقي البشر الذين شادو ويشيدون حضارة من العلم والمادة..
الا يحثنا تراثنا الروحي على كل ذلك الطموح...ربما لاننا لانملك الامكانيات..
لكن الا يكفي الذهب ليفرش الارض في بلدي ورودا الا يكفي الحديد ليبني لكل مواطن ناطحة سحاب الا يكفي النفط ليبني الجسور ويزين الشوارع !!
ثم الا تكفي ثروتنا السمكية منذ السبعينات الى الآن لتشيد مرافئ غاية في الروعة والجمال كما في هونغ كونغ او سنغافورة او ربما اجمل !!
ثم قل لي الم يتحول بلد كالامارات في عهد قصير من ارض رالرمال الى سحر المال والجمال محج العالم ومهبط الاستثمارات ترى لماذا لا نكون؟؟
قاطعتها : إنك يانفسي تكثرين المقارنة نعم كانو ولكن اخلاقهم نزاهتهم طهر قلوبهم صفائهم عزة انفسهم أصبحت من تراثنا..!!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق