لا أستطيع أن أقول لك مرحبا في بغداد
ـــــــــ
في الحديث عن سقوط بغداد غصة لا تشبهها غصة .
كلما قرأت مقالا أو منشورا عن أيام تلك الحرب نكأ جرحا غائرا في الفؤاد و كادت عيناي تنهمران دمعا كما فعلتا أول مرة و أنا أرى دبابات الغزاة الامريكان تجوس خلال ديار بني العباس .
إنها مسألة تشبه هروبك من نقطة ضعف أصيلة في الذات و مهما يكن فلم نتعاف نفسيا من هول الصدمة حتى الآن .
إن أهم أسباب شقاء الأمة في العقدين الأخيرين أنَّ بَغداد أُريد بها شرٌّ دبَّرته بليل عصابة النفط في الإدارة الإمريكية
كنا طلابا موريتانيين في حلب سنة 2003 و كان طلاب قليلون منا قد استأجروا منازل و لبعضهم لواقط للفضائيات .
في منزل أحبَّاء من مقطع الحجار يسكنون في آخر حي سيف الدولة رأيت أول صاروخ يسقط على بغداد و في نفس المنزل رأيت المهندس الصحفي المرحوم ماهر العبد الله في 09/04/2003 يجري مقابلة على قناة الجزيرة مع أحد العلوج المحتلين
بدأ الصحفي بعبارة حصيفة يفهم قائلها أن الدنيا تمضي و يبقى التاريخ فوجه الكلام إلى ضيفه غَلَبَةً قائلا:( بداية لا أستطيع أن أقول لك مرحبا في بغداد لكن أريد أن أسألك ......)
كنا نحن نتجرع سم المأساة و لعب برأسي دوار فظيع و خارت قواي و فهمت ألا ملجأ من الله إلا إليه .
خلال أيام الحرب كنت و أخواي العزيزان أحمد و اعل الشيخ نسكن في المدينة الجامعية و كان لدينا تلفزيون يلتقط قنوات تركية فنفهم من صوره ما يجري في حين يواصل الراديو بثه 24 ساعة.
كنا نتناوب على صنع الشاي لزملائنا الذين جعلوا غرفتنا (غرفة الأخبار) محجة .
كان الناس في شؤونهم بينما كان الموريتانيون في شأن العراق .
أسأل الله أن يعود العراق لعافيته فمن العرب دون العراق ؟!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق