الخميس، 11 أبريل 2013


إلى صديق زل به لسانه

على أثير إذاعة الشباب استهواني حديث مع ضيفين عزيزين علي: الزميل والصديق سيدي محمد ولد اجيون من قناة الساحل الفضائية، والزميلة السيمه بنت عبد الله، إذاعة موريتانيد، رفقة الأخ محمد محمود ولد محمد مولود، رئيس نادي اليونسكو الثقافي، الذي عرفته في الجامعة أيام كان نقابيا لامعا.

تناولت الحلقة حسب ما فهمت من نقاشها التحديات التي تواجه الإعلاميين الشباب، فأصغيت علي أستفيد لأنهم مظان ذلك وأهله، غير أنهم أهملوا جوانب عديدة من معوقات الإعلام الشاب مؤسساته وعماله، إما تجاهلا وهو الأرجح، لأنهما يعيشان أكبر فظائعه، وإما التزاما منهم بالأسئلة السطحية المطروحة عليهم من قبل المحاورة المحترمة.

استرسل القوم في الحديث حتى بلغ الحديث مشاكل التكوين والتأطير، فإذا بصديقي الغالي والذي لا ينقص من وده عندي زلة لسان، إذا به يسخر من دراسة الإعلام في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، قائلا ما معناه أنه يمكنك أن تستغني عن "مذكرات المعهد العالي" ـ وفقا لتعبيره ـ بالتجربة الميدانية فقط، وهو أمر لا نعترض عليه إطلاقا إن كان المقصود به أن التجربة الميدانية في مجال الصحافة ضرورية وحتمية لمن يحاولون ركوب موجة المد الإعلامي وخوض أعماق ذلك البحر الطامي، أما إذا كان المقصود ـ حسب ما يفهم من سياق كلام ولد اجيون ونبرته، وحسب تجربتنا مع الكثير من الزملاء الذين يضيقون ذرعا بزملائهم المتخصصين نظريا سواء منهم خريجو الإعلام من المعهد العالي وغيره من المؤسسات المختصة ـ إذا كان ذلك هو المقصود، فإن جوابه بين يديه وأمام ناظريه، في قناة الساحل التي يعمل فيها، هل تقدمت إلا في مرحلتها الثانية التي يديرها شباب يحمل أحدهم شهاة في الإعلام حسب ما بلغني والآخر يحمل دبلوما في العلوم السياسية التي يندرج الإعلام تحتها، ما هو واقع قناة الساحل أيام كان يديرها أحد الزاعمين أن تجربة بسيطة فقط دون دراية حقيقية بسياسة الإعلام وخططه وأهدافه، يمكن لصاحبها أن يحقق النجاح الباهر؟ فكانت النتيجة أن وقف حماره في العقبة.

ولعل صديقي سيدي محمد يدرك جيدا أنه من نافلة القول أن الخطط والسياسات الإعلامية لا يمكن الحصول عليها من خارج النظريات الإعلامية التي تدرسها الجامعات والمعاهد المختصة، والتي يمكّن معهدنا والحمد لله من دراستها بشهادة الكثير من المتخصصين الذين درسوها في جامعات الخارج ومعاهده، بيد أن إهمال القائمين على مؤسسات الإعلام الوطنية لمثل هؤلاء وتغييب من درس تلك الننظريات شوه رسائلنا الإعلامية ونقص من فاعلية مؤسساتنا الجديدة، إلى درجة أن بعض المراقبين يخشون عليها من السقوط في أوحال حُفر الإعلام الورقي والإلكتروني الذين سبقاها.

إن فك الارتباط بين النظري والتطبيقي في مجال الاعلام هو سبب أغلب المشاكل التي يعاني منها الإعلام في موريتانيا، حيث تطفل بموجب ذلك كثيرون على الجلوس فوق عرش صاحبة الجلالة، لتسقط هيبتها لدى الكثيرين.

ليست هناك تعليقات :