بيجل
ولد هميد
كان لبحرْ لخظرْ شديد الإضطراب إلى مضطرب والناس بين قرى " إدويرت ول صمب نور - إنچا گو" و "بِيرتْ " و أسبيخات " و " وأزريبه " و "إبْدنْ " و " الزيره " و وقرى مسين تنتظر أن يفيض " ابچكْ "
فى ليلة من ليالي خريف 1953 م وفى أحد أخبية قرية " إبْدنْ " رزق أهل هميد بولد سُمي "بيجل " تيامنا باسم أحد أجداده من غمار أهل أَگدَأبْيايْ"تندغة" ، كان أبوه يوم ازدياده فى دكار بمنطقة " إيزين إنياري ط...لي " حيث كان يمارس التجارة ، تربى بيجل بين الصيادين وتعلم السباحة فى فروع النهر التى كان يصيد أسماكها الرديئة وكان يستمتع برؤية طيور البجع والبط والنوارس المحلقة على ارتفاعات منخفضة في فضاء بحيرة " چاولينگ " وكان يرمي لها الحب "چقَّارْ" ، وكان والده أثناء الذهاب إلى " امْبلَلْ " يأخذه لرؤية " عَـرّاتْ " الخنازير البرية التى كان يخافها، وكان يصحبه لرؤية جسر " صالة اندر " وتمثال " إمَّـيْسَ فَدْرُو " مونسييه فيدرب ، فى زيارتهم لسان لويس السينغالية " اندرْ " ويرجع وقد اشترى له " كُمْـبْـلتْ "
دخل الولد بيجل الإبتدائية فى دكار نجح فى شهادة ختم الدروس الإبتدائية و أهداه والده " قردا صغيرا " و " صَكُّو" ببغاء ،انتقل بيجل إلى لكوارب حيث درس الإعدادية والثانوية حيث تنقل بين" إدويرت ول صمب نور " المعروفة حاليا ب "انجاگو" والصطارة والنبيرة وتكشكمبه حيث أهل همبر صمب و أهل صمب الفلاني ونجوع أهل الشيخ الطالب بوي ولد الشيخ سعد بوه
بعد أخذ الباكالوريا دخل المدرسة الوطنية للإدارة فى انواكشوط وبعدها المدرسة الوطنية لمصالح الخزانة في باريس ليعود إلى المنتبذ القصي وينخرط فى الوظيفة العمومية الموريتانية منذ 1973 قسم الرواتب.
كان ميكيافيلي الفلسفة براغماتيا من الطراز الأول دخل فى العمل النقابي فكان أمينا عاما لنقابة المصالح المالية سنة 1975 و شغل منصب الأمين العام المساعد لاتحاد العمال الموريتانيين ثم أمينا عاما بالوكالة لنفس الاتحاد
وركب موجة النضال والصراع الطبقي وأسس مع بعض "الحراطين " الأرقاء السابقين Les Maures noires مايعرف ب " حركة "الحر " فنادى بإنصاف شريحة الحراطين وإلغاء الرق ومحو آثاره فدخل من تلك البوابة
تدرج فى الوظائف فشغل رئيس مصلحة قسم الرواتب بوزارة المالية ، ثم عين مديرا للضرائب ، استطاع وكان يمتلك كاريزما نادرة أن يأسر ولد الطايع ويستحوذ على تفكيره إن بيجل يمتلك قدرة فائقة على الإقناع فباستطاعته وبلغة الأرقام أن يقنعك أن المربع مدور و أن المستطيل مكعب ، فى أحد اجتماعات مجلس الوزراء اقترح وزير المالية تعيين مدير للضرائب فقال معاوية كلمته المشهورة :
" بيجل الضرائب الضرائب بيجل ." كون بيجل ثروة أولية لعلها من راتبه كما يقول الله أعلم
شارك بيجل فى وضع البرامج السياسية للحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي سنة 1991، وكان عضوا في المجموعة المصغرة التي أنشأت هذا الحزب وأعطته اسمه، كما انتمى إلى إدارته المؤقتة الأولى. وحتى انعقاد المؤتمر الأخير له ، كا ن عضوا في لجنته التنفيذية و مجلسه السياسي وانتخب عنه مرتين سنة 1992 و1996 كنائب عن مقاطعة كرمسين .
و فى عهد سيد ولد الشيخ عبد الله أنشأ بيجل حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية "عادل والذي حدد بيجل أهدافه يوم استقبله سيدي فى 23 / 03 / 2008 :
" تقديم المساعدة للمواطنين المحتاجين وذوي الدخل المحدود، والرفع من القوة الشرائية للسكان، وتوفير المزيد من فرص العمل، وتوفير الخدمات الاجتماعية الاساسية ومكافحة الجريمة والانحلال الخلقي والانفلات الامني ودعم النشاطات الاولية في الصيد والتنمية الحيوانية والزراعة "
ظل بيجل يترقى فى الوظائف وظلت ثروته تتنامى فعين أمينا الخزانة العامة فتحول إلى ثري يمتلك من صامت المال وناطقه الكثير وكان يعلل ثرائه بأنه الأعلى راتبا من بين موظفى الدولة
مفتشا عاما للمالية و مفوضا للأمن الغذائي و وزيرا للصناعة التقليدية والسياحة وزيرا للتنمية الريفية وزيرا للصيد والاقتصاد البحري وزيرا للصحة والشؤون الإجتماعية وزيرا للمالية ومديرا عاما للشركة الموريتانية لتسويق الأسماك و مديرا عاما لمشروع الصندوق الوطني للتأمين الصحي و مديرا عاماللصندوق الوطني للتأمين الصحي ووزير أمينا عاما لرئاسة الجمهورية .
لعب بيجل بأموال الدولة كما تلعب هوج الرياح بمعاهد النازحين وأتى على الأخضر واليابس فالكل يعرف مصير مفوضية الأمن الغذائي رحم الله محمد سيديا ولد اباه.
الصيد البحري أحله بيجل محرما ومحلا
فى وزارة المالية وزع الكثير من القطع الأرضية فى تفرغ زينه بتوقيع من وزير المالية إياه
والشركة الموريتانية لتسويق الأسماك غادرها يبابا وغادر التنمية الريفية قاعا صفصفا وأما مشروع الصندوق الوطني للضمان الصحي فقد طالعتنا الصحف والمواقع قبل أيام بخبر مفاده أن بيجل دفع 120 مليون لأن بيجل لن يسجن بسبب مبلغ زهيد على حد وصفه
إنه يأكل بسبعة أمعاء كما يقول خصومه
لا أستطيع أن أصف بيجل بأنه من أكلة المال العام ولا أنه أثرى بلا سبب و لا أنه من زمرة المفسدين فهذا الحكم لكم ،فأنتم الشعب و للشعب الحق أن يحاكم سارقي رغيف خبزه أو على الأقل له أن يسائلهم
للشعب المغلوب على أمره أن يعرف الحقيقة
لبيجل الحق أن يدافع عن نفسه كما فعل ذات ملاسنة مع السيد جمال عثمان سيداحمد اليسع على الأنترت حيث ختم مقاله بالقول :
" دأب المتطرفون وأذيالهم على اتهامي بكل النعوت، منها أنني من أثرياء موريتانيا ومن أكثرها نهبا للأموال العامة وأنني عنصري، لكنهم لن يعثروا علي شيء، كما قال مرة أحد المفكرين الفرنسيين وهو افرانسوا ميترانه الذي قد يكون من مرجعياتك الإيديولوجية – يقصد جمال اليسع - اتهمت مرة تلو الأخرى بأني راش و سارق ونازي وأن لي بنتا وأن لدي أصدقاء اشتراكيين.. وأنتظر الآن تسريبات من نوع "ميترانه لوطي" لكن في تلك الحالة يمكنهم أن ينبشوا فلن يجدوا أي شيء "
يعرف بيجل أن الشعب إذا نفش فى الحرث فسيجد الكثير كما وجد خصوم ميتران ابنته التى كان ينكر وجودها
لم يساند بيجل انقلاب العسكر على معاوية فى 3 غشت 2005 لأنه يعلم بدهائه السياسي أنهم عابرون ويعدها أنصاره وفاء منه لولد الطائع ثم ترشح عن الحزب الجمهوري باسمه المحور مع غريمه الوالي السابق محمد ولد ابيليل عن حزب التكتل وفاز الأخير إلا أن بيجل نهض كالعنقاء من رماد PRDR على شكل طائر جديد هو حزب عادل ليعن وزيرا أمينا عاما لرئاسة الحمهورية فى عهد سيدي
وهو اليوم يرفض مساندة انقلاب 6 غشت لأنه يراهن على رحيل الجنرال وعودة المؤتمن فى الظاهر لكنه فى الحقيقة يسعى لصفقة رابحة يراهن عليها
فرجل مثل بيجل لايرمي بأوراقه بل يلعبها ورقة ورقة وبمنتهى الذكاء
فهل نجحت رهاناته هذه المرة ؟
كامل الود
كان لبحرْ لخظرْ شديد الإضطراب إلى مضطرب والناس بين قرى " إدويرت ول صمب نور - إنچا گو" و "بِيرتْ " و أسبيخات " و " وأزريبه " و "إبْدنْ " و " الزيره " و وقرى مسين تنتظر أن يفيض " ابچكْ "
فى ليلة من ليالي خريف 1953 م وفى أحد أخبية قرية " إبْدنْ " رزق أهل هميد بولد سُمي "بيجل " تيامنا باسم أحد أجداده من غمار أهل أَگدَأبْيايْ"تندغة" ، كان أبوه يوم ازدياده فى دكار بمنطقة " إيزين إنياري ط...لي " حيث كان يمارس التجارة ، تربى بيجل بين الصيادين وتعلم السباحة فى فروع النهر التى كان يصيد أسماكها الرديئة وكان يستمتع برؤية طيور البجع والبط والنوارس المحلقة على ارتفاعات منخفضة في فضاء بحيرة " چاولينگ " وكان يرمي لها الحب "چقَّارْ" ، وكان والده أثناء الذهاب إلى " امْبلَلْ " يأخذه لرؤية " عَـرّاتْ " الخنازير البرية التى كان يخافها، وكان يصحبه لرؤية جسر " صالة اندر " وتمثال " إمَّـيْسَ فَدْرُو " مونسييه فيدرب ، فى زيارتهم لسان لويس السينغالية " اندرْ " ويرجع وقد اشترى له " كُمْـبْـلتْ "
دخل الولد بيجل الإبتدائية فى دكار نجح فى شهادة ختم الدروس الإبتدائية و أهداه والده " قردا صغيرا " و " صَكُّو" ببغاء ،انتقل بيجل إلى لكوارب حيث درس الإعدادية والثانوية حيث تنقل بين" إدويرت ول صمب نور " المعروفة حاليا ب "انجاگو" والصطارة والنبيرة وتكشكمبه حيث أهل همبر صمب و أهل صمب الفلاني ونجوع أهل الشيخ الطالب بوي ولد الشيخ سعد بوه
بعد أخذ الباكالوريا دخل المدرسة الوطنية للإدارة فى انواكشوط وبعدها المدرسة الوطنية لمصالح الخزانة في باريس ليعود إلى المنتبذ القصي وينخرط فى الوظيفة العمومية الموريتانية منذ 1973 قسم الرواتب.
كان ميكيافيلي الفلسفة براغماتيا من الطراز الأول دخل فى العمل النقابي فكان أمينا عاما لنقابة المصالح المالية سنة 1975 و شغل منصب الأمين العام المساعد لاتحاد العمال الموريتانيين ثم أمينا عاما بالوكالة لنفس الاتحاد
وركب موجة النضال والصراع الطبقي وأسس مع بعض "الحراطين " الأرقاء السابقين Les Maures noires مايعرف ب " حركة "الحر " فنادى بإنصاف شريحة الحراطين وإلغاء الرق ومحو آثاره فدخل من تلك البوابة
تدرج فى الوظائف فشغل رئيس مصلحة قسم الرواتب بوزارة المالية ، ثم عين مديرا للضرائب ، استطاع وكان يمتلك كاريزما نادرة أن يأسر ولد الطايع ويستحوذ على تفكيره إن بيجل يمتلك قدرة فائقة على الإقناع فباستطاعته وبلغة الأرقام أن يقنعك أن المربع مدور و أن المستطيل مكعب ، فى أحد اجتماعات مجلس الوزراء اقترح وزير المالية تعيين مدير للضرائب فقال معاوية كلمته المشهورة :
" بيجل الضرائب الضرائب بيجل ." كون بيجل ثروة أولية لعلها من راتبه كما يقول الله أعلم
شارك بيجل فى وضع البرامج السياسية للحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي سنة 1991، وكان عضوا في المجموعة المصغرة التي أنشأت هذا الحزب وأعطته اسمه، كما انتمى إلى إدارته المؤقتة الأولى. وحتى انعقاد المؤتمر الأخير له ، كا ن عضوا في لجنته التنفيذية و مجلسه السياسي وانتخب عنه مرتين سنة 1992 و1996 كنائب عن مقاطعة كرمسين .
و فى عهد سيد ولد الشيخ عبد الله أنشأ بيجل حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية "عادل والذي حدد بيجل أهدافه يوم استقبله سيدي فى 23 / 03 / 2008 :
" تقديم المساعدة للمواطنين المحتاجين وذوي الدخل المحدود، والرفع من القوة الشرائية للسكان، وتوفير المزيد من فرص العمل، وتوفير الخدمات الاجتماعية الاساسية ومكافحة الجريمة والانحلال الخلقي والانفلات الامني ودعم النشاطات الاولية في الصيد والتنمية الحيوانية والزراعة "
ظل بيجل يترقى فى الوظائف وظلت ثروته تتنامى فعين أمينا الخزانة العامة فتحول إلى ثري يمتلك من صامت المال وناطقه الكثير وكان يعلل ثرائه بأنه الأعلى راتبا من بين موظفى الدولة
مفتشا عاما للمالية و مفوضا للأمن الغذائي و وزيرا للصناعة التقليدية والسياحة وزيرا للتنمية الريفية وزيرا للصيد والاقتصاد البحري وزيرا للصحة والشؤون الإجتماعية وزيرا للمالية ومديرا عاما للشركة الموريتانية لتسويق الأسماك و مديرا عاما لمشروع الصندوق الوطني للتأمين الصحي و مديرا عاماللصندوق الوطني للتأمين الصحي ووزير أمينا عاما لرئاسة الجمهورية .
لعب بيجل بأموال الدولة كما تلعب هوج الرياح بمعاهد النازحين وأتى على الأخضر واليابس فالكل يعرف مصير مفوضية الأمن الغذائي رحم الله محمد سيديا ولد اباه.
الصيد البحري أحله بيجل محرما ومحلا
فى وزارة المالية وزع الكثير من القطع الأرضية فى تفرغ زينه بتوقيع من وزير المالية إياه
والشركة الموريتانية لتسويق الأسماك غادرها يبابا وغادر التنمية الريفية قاعا صفصفا وأما مشروع الصندوق الوطني للضمان الصحي فقد طالعتنا الصحف والمواقع قبل أيام بخبر مفاده أن بيجل دفع 120 مليون لأن بيجل لن يسجن بسبب مبلغ زهيد على حد وصفه
إنه يأكل بسبعة أمعاء كما يقول خصومه
لا أستطيع أن أصف بيجل بأنه من أكلة المال العام ولا أنه أثرى بلا سبب و لا أنه من زمرة المفسدين فهذا الحكم لكم ،فأنتم الشعب و للشعب الحق أن يحاكم سارقي رغيف خبزه أو على الأقل له أن يسائلهم
للشعب المغلوب على أمره أن يعرف الحقيقة
لبيجل الحق أن يدافع عن نفسه كما فعل ذات ملاسنة مع السيد جمال عثمان سيداحمد اليسع على الأنترت حيث ختم مقاله بالقول :
" دأب المتطرفون وأذيالهم على اتهامي بكل النعوت، منها أنني من أثرياء موريتانيا ومن أكثرها نهبا للأموال العامة وأنني عنصري، لكنهم لن يعثروا علي شيء، كما قال مرة أحد المفكرين الفرنسيين وهو افرانسوا ميترانه الذي قد يكون من مرجعياتك الإيديولوجية – يقصد جمال اليسع - اتهمت مرة تلو الأخرى بأني راش و سارق ونازي وأن لي بنتا وأن لدي أصدقاء اشتراكيين.. وأنتظر الآن تسريبات من نوع "ميترانه لوطي" لكن في تلك الحالة يمكنهم أن ينبشوا فلن يجدوا أي شيء "
يعرف بيجل أن الشعب إذا نفش فى الحرث فسيجد الكثير كما وجد خصوم ميتران ابنته التى كان ينكر وجودها
لم يساند بيجل انقلاب العسكر على معاوية فى 3 غشت 2005 لأنه يعلم بدهائه السياسي أنهم عابرون ويعدها أنصاره وفاء منه لولد الطائع ثم ترشح عن الحزب الجمهوري باسمه المحور مع غريمه الوالي السابق محمد ولد ابيليل عن حزب التكتل وفاز الأخير إلا أن بيجل نهض كالعنقاء من رماد PRDR على شكل طائر جديد هو حزب عادل ليعن وزيرا أمينا عاما لرئاسة الحمهورية فى عهد سيدي
وهو اليوم يرفض مساندة انقلاب 6 غشت لأنه يراهن على رحيل الجنرال وعودة المؤتمن فى الظاهر لكنه فى الحقيقة يسعى لصفقة رابحة يراهن عليها
فرجل مثل بيجل لايرمي بأوراقه بل يلعبها ورقة ورقة وبمنتهى الذكاء
فهل نجحت رهاناته هذه المرة ؟
كامل الود
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق