الثلاثاء، 16 أبريل 2013

|انا من قتلني موتك




‏‎Mezid Chekh‎‏
|انا من قتلني موتك|

أراد ان يخلوا الى نفسه فقرر ان يذهب بزيارة الى المقبرة فهي لا حياة فيها
... فركب مع صديقه في سيارته " Avesis" وانطلق نحو مقبرة الصالحين "أبِيِكَ" التي تبعد عن سوق العاصمة مسيرة عشرون دقيقة بالسيارة .. فأشعل سيجارته وسرح فيه التفكير بمن سبقوه الى الموت واختلطت نفسه بمشاعر ما بين حزن عميق على البعض ممن ماتوا وحزن لا يذكر على البعض الآخر .... ومن المفارقات انه احس برغبة في الضحك ولكن منعه عقله من ذلك وتساءل اية مفارقة هذه ايريد ان يضحك في تذكر الموت والأموات ممن يعرفهم !!!!!! وتعجب من ذاته !!! .

دخل المقبرة وبدا يسير نحو بعض القبور التي يريد ان يقرأ الفاتحه على ارواح ساكنيها ، وجلس أمام قبر أحدهم وقرأ الفاتحة ومن ثم اشعل سيجارة أخرى وجلس امام هذا القبر بالذات ونظر الى الشاهد وتمعن في الأسم الذي عليه واطال التمعن حتى انكر على عقله ان يصدق ان هذا الأسم هو يرقد الآن هنا رغم مرور شهور طويلة على موته .

وبدا يحدثه ألا تعلم يا صديقي آنني الى هذه اللحظات لا أريد ان اصدق انك ميت ... الا تعلم ان شخصك ماثل امامي دائما وكثيرا ما تخنقني العبرات على فراقك .... الا تعلم ان قسوة الموت هذا المجهول بكنهه وذاتيته والذي احيانا انكرها واقعا ذاتيا بداخلي رغما عني ... ألا تعلم انني استشف من ابتساماتك كل ما هو جميل في حياتي .. ألا تعلم انك جعلت للموت فلسفة اخرى جعلتني اتيقن انك إنتصرت على الموت رغم جبروته وقوته هذا المجهول الذي يأتي رغما عنا ... ليس انكارا له بقدر ما ان فلسسفة الموت في موتك انت اصبحت نهجا احاول ان افهمه او اتفهمه علني اتيقن أنك مت .

ها انا اجلس عند قبرك ولكن ماذا هل انت تعلم انني هنا ... هل تسمعني ... هل تحس بوجودي .... الا تعلم انني اترقب حضورك ... الا تعلم انني انكر على نفسي وعقلي انك مت ..... اليس هذا جنونا .. ماذا تسميه انت ؟ استمع اليّ انك لم تمت ..بل انا من قتلني موتك .

ارى الشواهد منتصبة على القبور ولكني لا أعرف لما شاهد قبرك وحده فقط وحده يريد ان يقول شيئا لا أفهمه ........ تحياتي

ليست هناك تعليقات :